أسامة الرنتيسي –

الأول نيوز – المسرحية الموسيقية عالية المستوى التي عرضت على خشبة  مسرح الشمس في العبدلي حملت الجمهور  تتقدمُه وزيرة الثقافة الدكتورة هيفاء النجار إلى أجواء المجازر والمذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبخلفية جسدتها صورة كبيرة معلقة على واجهة المسرح لآثار الدمار الفظيع الذي  يتعرض له قطاع غزة على مدار 62 يوما وما زال مستمرا.

 قلت في منشور على السوشيال ميديا “خسر كثيرا من لم يحضر العرض المسرحي الموسيقي المبهر “يا طالعين الجبل” في مسرح الشمس مساء الجمعة دعما للأهل في فلسطين وقطاع غزة، في ظل القصف الهمجي على غزة، حيث يأتي دور الفن في تفعيل ثقافة المقاومة وتسليط الضوء وإظهار حقيقة وواقع العدوان الصهيوني الهمجي البربري.

 النص من رواية “عد إلى البيت يا خليل” لكفى الزعبي

أداء: هند حامد، حياة جابر، معتصم عازر، ويان.

هندسة الصوت: حسن رامي | إضاءة: ناصر شحدة | فيديو: مجيد زيتون

إخراج: عبد السلام قبيلات، الموجود حاليا في موسكو وقد تابع العمل عبر السكايب، ورحب في البداية بوزيرة الثقافة وحضورها البهي، وقال: إن أبواب مسرح الشمس مفتوحة لكل الفنانين كي يأتوا ويقدموا أعمالا تدعم الشعب الفلسطيني وتظهر المعاناة التي يُكابِدها  من الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.

العرض المسرحي المستلهم من رواية “عد إلى البيت يا خليل” الصادرة باللغة الروسية للروائية كفى الزعبي  تناولت فيها عذابات الفلسطينيين منذ مذبحة دير ياسين إلى مجزرة جنين عام 2002، اتكأ على توظيف الغناء والترويدات من الموروث الفلسطيني، وقصيدة “وحدهن بيبقو” للشاعر اللبناني طلال حيدر التي تتحدث عن قصة ثلاثة مقاومين عرب قاموا بعملية فدائية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في العمل المسرحي اكتشفت (بتواضع) صوت أردني من طراز رفيع ليس له مثيل حيث قدم ألوانا من الغناء والترويدات بتميز ساحر للفنانة هند حامد مع أداء تمثيلي وحضور عالي المستوى.

أما مفاجأة العرض التي تفوقت على نفسها وشعرت فعلا بأنها زوجة شهيد في مخيم جباليا أو أم طفل تقطعت أوصاله في رفح، أو أخت شهيد كهل ما زال تحت الأنقاض في خانيونس الفنانة المبدعة المدهشة الجميلة حياة جابر.

العرض المسرحي الموسيقي “يا طالعين الجبل” يحكي قصة “ثريا” التي أدت شخصيتها حياة جابر بأداء تصاعدي رفيع المستوى ومؤثر، تبحث عن زوجها المقاوم “يوسف ” بين جثث الشهداء في منولوجات وحوارات تتخللها أغاني وترويدات تراثية  أظهرت حجم المعاناة والفَقْد والألم، والمجازر والاعتداءات اللاإنسانية التي يمارسها المحتل الصهيوني يوميا على الشعب الفلسطيني، تصاعدت الفنانة حياة جابر في الأداء إلى درجة الإبهار عندما بدأت تنبش بيديها قبور الأربعة شهداء بحثا عن جثة زوجها الشهيد يوسف إلى درجة أن الجمهور إنبهر من اللحظة وإنفعل معها بشدة.

شارك في العرض الذي حضره جمهور كبير، معتصم عازر والفنان يان صاحب الصوت القوي والأداء الرفيع في الغناء والعزف على آلتي العود والإيقاع إضافة إلى الحوارات المسرحية.

في نهاية المسرحية لم تتمالك وزيرة الثقافة نفسها إلا واعتلت  خشبة المسرح لتقديم التهاني إلى فريق العمل على هذا الإبداع المبهر، وفعل ذلك الكثير من الجمهور.