حسام عطية

تضامنا مع الاحداث وما يتعرض له أبناء غزة، شهد رواد مسرح الشمس العرض المسرحي الموسيقي «يا طالعين الجبل»، والعرض مأخوذ عن رواية كفى الزعبي «عد إلى البيت يا خليل»، التي صدرت باللغة الروسية، وقدم بقالب فني مؤثر، ويجسد مجازر الاحتلال الصهيوني المتوالية بحق الفلسطينيين، فيما العرض بأداء الفنانين، حياة جابر، المغنية هند حامد، عازف الإيقاع الفنان معتصم عازر، عازف العود الفنان يان، وشارك في اختيار النص الفنان السوري سامر محمد إسماعيل، واخراج عبد السلام قبيلات.

ونوه المخرج عبد السلام قبيلات بأن هذه الفعالية تأتي في إطار النشاطات التي يقوم بها مسرح الشمس للتعبير عن الموقف الشعبي الرافض للاحتلال الصهيوني ولممارساته الاجرامية، والمتضامن مع أهلنا في فلسطين، وفي إطار النشاطات التي ينفذها مسرح الشمس، والدور الذي يقوم به تعبيرًا عن الموقف الشعبي الأردني الرافض للاحتلال الصهيوني وممارساته الإجرامية، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني البطل في غزة، نظم مسرح الشمس الساعة السابعة من يوم الأربعاء الموافق 15 تشرين الثاني عرضًا موسيقيًا مسرحيًا مهدى لغزة، في ظل القصف الهمجي الإجرامي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على مدار الساعة بقصد الإبادة الجماعية له.

ولفت المخرج قبيلات ان العرض المسرحي الموسيقي، هو من إنتاج مسرح الشمس، ويأتي في إطار النشاطات التي يقوم بها المسرح «للتعبير عن الموقف الشعبي الرافض للاحتلال وممارساته الإجرامية»، والمتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويتناول حكاية من حكايات مجزرة «دير ياسين»، من متن ما جاء في الرواية التي كانت صدرت باللغة الروسية، وفي ظل قتل شعب وتشرده من أرضه، ويعود هذا الشعب يقتل ثم يشرد من جديد ثم يقتل ويشرد.. وكل المعاني والقيم والمبادئ تتكسر وتتلوى وتتلون بزيف المواقف والتخاذل عندما تصطدم بالجاني ابن «النازية والفاشية والابارتايد الصهيوني».

ملخص العرض

ونوه المخرج قبيلات، ان العرض المسرحي المستلهم من رواية «عد إلى البيت يا خليل» الصادرة باللغة الروسية للروائية كفى الزعبي والتي تناولت فيها العذابات الفلسطينية منذ مذبحة دير ياسين إلى مجزرة حرب جنين عام 2002، اتكأ على توظيف الغناء والترويدات من الموروث الفلسطيني، وقصيدة «وحدن بيبقو» للشاعر اللبناني طلال حيدر والتي تتحدث عن قصة ثلاثة مقاومين عرب قاموا بعملية فدائية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وقدمت هذه الألوان من الغناء والترويدات بتميز هند حامد وأداء تمثيلي وحضور عالي المستوى من خلال توظيف لغة الجسد المسرحية، وانتقال سلسل في توظيف المهارات الصوتية وطبقاتها في أدائها للنص المنطوق، والعرض المسرحي يحكي قصة «ثريا» التي أدت شخصيتها حياة جابر بأداء تصاعدي رفيع المستوى ومؤثر، تبحث عن زوجها المقاوم «يوسف «بين جثث الشهداء في منولوجات وحوارات تتخللها تلك الأغاني والترويدات التراثية والتي عبرت عن حجم المعاناة والفقد والألم، والمجازر والاعتداءات اللاإنسانية التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

ولفت المخرج قبيلات ان العرض المسرحي ينطلق بمقطع من أغنية «يويا» للفنان محمد أبو هلال الشهير بـ»أبو نسرين»، يعبر عن واقع الحال المتواصل منذ عقود في فلسطين، وتحديداً منذ نكبة العام 1948، فيما ان العمل أنجز في أسبوع، وأنه جاء نتيجة الرغبة في تقديم شيء ما يحاكي ما لا يمكن تصوّره مما يحدث في فلسطين عامة، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، وكيف لهذا الشعب أن يتحمل كلّ هذه العذابات، ويصرّ على الصمود ومواجهة الإبادة والتهجير.. «الشعب الفلسطيني، وتحديداً في غزة يسطر ملحمة أسطورية، ويصنع التاريخ، ويضع العالم أمام اختيار أخلاقي وإنساني».

ولفت المخرج قبيلات إلى أن رواية «عد إلى البيت يا خليل» تتناول المجازر التي تعرض إليها الشعب الفلسطيني، من دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا وجنين وغيرها، وتم اختيار حكاية ثريا ويوسف من داخل الرواية التي أحدثت تفاعلاً كبيراً لدى قراء الروسية وخاصة لدى الشباب الغائبين عن الكثير من تفاصيل القضية الفلسطينية، وهي من حكايات مجزرة دير ياسين التي نفذتها العصابات الصهيونية، فكان عرض «يا طالعين الجبل» لعلنا نلامس شيئاً من «بطولات الفلسطينيين»، لقناعتنا أن دورنا كفنانين هو رواية حكايات البطولة والصمود وهذه، وتثبيتها، باعتبار أن الفن ليس رسالة فحسب، بل يجب يكون أداة تحريضية علاوة على كونها تضامنية.

وعبدالسلام قبيلات، مخرج مسرحي، أنهى دراسته الجامعية، تخصص إخراج مسرحي في روسيا، وحصل على درجة الدكتوراه في الإخراج المسرحي في أكاديمية الفنون المسرحية في مدينة سان بطرسبورغ – لينينغراد سابقاً، مارس هناك التدريس في جامعة الثقافة والفنون، وأسس مسرح- ستوديو «كوب» فحصلت مسرحيته « لينينغرادكا» على جائزتي القناع الذهبي الدولية في مهرجان موسكو الدولي للمسرح، وجائزة أفضل عمل مسرحي تجريبي في سان بطرسبورغ في عام 2008، ولا زالت تعرض حتى الآن في المسرح الأكاديمي ابرازتسوفا في موسكو، وعاد المخرج قبيلات الى الاردن فأخرج مسرحية «بحر ورمال»، التي عرضت في المسرح الثقافي الملكي عام 2016 أيضآ، وكانت باكورة أعمال مسرح الشمس الذي قام بتأسيسه في عام 2016 أيضاً، و قام باستئجار مبنى سينما الكونكورد- سابقاً، وتجهيزه على مدار عام ونصف العام، ليكون مسرح ريبورتوار في عمان، وتكون مسرحية «إدفع.. ما بدفع» إول مسرحية تعرض على خشبة هذا المسرح بطابعه الجديد.

الرابط : https://www.addustour.com/articles/1381622